Monetize your website traffic with yX Media

littérature/ART/culture/politique/sportif/La recherche scientifique/Études en français/Apprendre le français/GRATUITEMENT

jeudi 20 novembre 2014

بحث عن حب الوطن جاهز للطباعه

إن واجب كل إنسان أن يحرص على حماية الأوطان، فلا يمارى امرؤ ومعه عقله أن الوطن بيته، فيجب عليه أن يحافظ على أمنه وسلامته، وأن يدافع عنه ما استطاع إلى ذلك سبيلا وقد أوجب الاسلام، الدفاع عن الأوطان، وشرع الجهاد فى سبيل الله دفاعا عن الدين والوطن والأرض والعرض ومن قتل فى سبيل الدفاع عن وطنه كان شهيدا فى سبيل الله، ولا تقتصر حماية الأوطان والدفاع عنها على مواجهة العدوان ومقاومة الدخيل فحسب، بل إن من الواجب فى حماية الأوطان مناهضة كل فكر مغشوش، أو إشاعة مغرضة أو محاولة استقطاب البعض لمصلحة بعض الأهواء المشبوهة.
كما تشمل حماية الأوطان، المحافظة على أسراره الداخلية، وعدم التعامل مع أعداء الوطن أو من يريدون به السوء.
أو الذين ينفثون سمومهم فى أجواء المجتمعات بغيا منهم وعدوانا.
-
ومن الأوطان ما هو خاص، مثل وطن الإنسان الذى يعيش فيه وبلده الذى نشأ على ظهره، ودولته التى يحيا فيها.
-
ومن الأوطان أيضا: ما هو عام مثل العروبة والإسلام فالعالم العربي، وطن كل إنسان عربي، والعالم الاسلامى وطن كل انسان مسلم.
-
ومن الأوطان الوطن الأعم وهو الانسانية جمعاء عربا كانوا أو غير عرب، مسلمين كانوا أو غير مسلمين وفى كل نوع من أنواع الأوطان جاءت توجهات الإسلام واضحة جلية فى حمايتها والدفاع عنها فى كل وقت وحين، وفى كل حال من الأحوال، لأن الاسلام دين عالمى ودين الرحمة أرسل رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين كما قال رب العزة سبحانه وتعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
-
ولنبدأ بالحديث عن الوطن الخاص وهو الذى يعيش فيه الإنسان وينتمى إليه، فنرى أن الإسلام أوجب على الإنسان حب وطنه وشرع الجهاد من أجل الدفاع عن العقيدة والوطن ودعا إلى حماية الوطن من أعدائه، ومن يريدونه بسوء، وممن يريدون إحداث القلاقل والفتن وإثارة المخاوف والاضطراب، وأن واجب كل انسان أن يتصدى للفتن ما ظهر منها وما بطن والذى يحدث القلاقل أو يشجع عليها أو يدعو لها ليس بكامل الإسلام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم لسانه ويده وقال أيضا: والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
ولقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع على هذه الحقوق وقال: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
ومن الخيانة العظمى أن يخون مواطن وطنه ويتآمر ضده من أجل منفعة مادية! ومن فعل مثل ذلك كان بعيدا عن الدين بعيدا عن الله، لأن المؤمن الحقيقى من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
إن الانسان الذى يخون وطنه ويتآمر مع أعدائه إنسان بعيد عن حظيرة الإيمان، إنه يرتكب أبشع أنواع الخيانة، إنه يخون الله الذى أمر بالدفاع والجهاد من أجل الوطن، ويخون رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى أمر بحماية أمانة الوطن، ويخون أمانات نفسه وأمانات الناس وقد قال رب العزة سبحانه يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم.
فواجب أبناء الوطن أن يكونوا عيونا ساهرة لحماية أمن الوطن وأن يتضامنوا فى درء أى خطر يتهددهم وأن يتكاتفوا جميعا عن بكرة أبيهم وبلا استثناء على درع كل من تسول له نفسه أن يجترئ على الوطن وأن يسعى بذمتهم أدناهم، وأن يكونوا يداً على من يسودهم، بغض النظر عن عقائدهم فيجب أن يتعاونوا فيها مسلمين وغير مسلمين.
وأعظم صورة يقتدى بها فى ذلك ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فور هجرته من مكة إلى المدينة حيث بنى المسجد توثيقا للصلة بالله، وآخى بين المهاجرين والأنصار توثيقا للصلة بين المسلمين، وأبرم صحيفة المدينة توثيقا بين المسلمين وغير المسلمين دفاعاً عن الوطن، وحماية له من أى عدو يناوئه وأى خطر يتهدده. وأعطى بهذا نموذجا من أرقى النماذج فى الحفاظ على سلامة الوطن وأمنه واستقراره، ليقتدى به العالم كله بعد ذلك، وكانت هذه الصحيفة التى أبرمها فى المدينة بين المسلمين وغير المسلمين أول وثيقة عرفتها البشرية لحقوق الإنسان حيث شرط لغير المسلمين وشرط عليهم ووحد كلمة الجميع على أن يتضامنوا فى الحفاظ على الوطن ودرء أى خطر يوجه من أعدائه إليه.
وأما بالنسبة للوطن العام وهو العروبة والإسلام ذلك لأن كل عربى يجب أن يصون أمن أخيه العربى وأن كل مسلم يجب أن يحمى أخاه المسلم فى أى مكان على ظهر المعمورة، لأن الجميع أخوة.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمي رواه البخاري.
وتضامن المؤمنين يجعل منهم بناء واحدا يشد بعضه بعضا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا رواه البخاري.
-
وأما بالنسبة للوطن العام الكبير وهو الانسانية جمعاء، فيجب على جميع الناس أن يتعارفوا ويتآلفوا ويتعاونوا قال الله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن واجب بنى آدم فى كل الأرض ألا يتصارعوا وألا يتنازعوا بل عليهم أن ينظرا إلى أنفسهم على أنهم أبناء أب واحد وأم واحدة، إنا خلقناكم من ذكر وأنثي.
آدم والد الجميع فحمق وضلال تفاخر الأبناء إذا كنا نتنادى إلى نشر الأمان والاطمئنان فى الأرض، انطلاقا من أننا أبناء أب واحد وأم واحدة على مستوى الإنسانية جمعاء فإن الواجب كذلك ألا تشتعل الحروب ولا تنتشر أسلحة الدمار الشامل وبدل أن تبدد الأموال الطائلة على أسلحة الدمار تنفق على رفع مستوى حياة الناس وإشباع البطون الجائعة ونشر الخير والأمان.
ويذكرنا انتصارنا فى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر كيف تم هذا النصر، وأنه إنما تم نتيجة الإيمان الصادق، والأخذ فى الأسباب وإعداد العدة التى أمر الله تعالى بها فى قوله سبحانه وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ونتيجته نصرنا لتعاليم الاسلام إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم هذا وإن واجبنا فى هذه المرحلة التى يمر بها وطننا العزيز أن نسعى جاهدين على الوفاق الوطنى، ونشر ثقافة التسامح فيما بيننا فلا نتقاطع ولا نتدابر بل نكون جميعا بنعمة الله إخوانا متحابين حتى ينهض الوطن قدما إلى الأمام، ونستجيب للتوجيه النبوى ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا.

Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire