Monetize your website traffic with yX Media

littérature/ART/culture/politique/sportif/La recherche scientifique/Études en français/Apprendre le français/GRATUITEMENT

jeudi 6 novembre 2014

بحث عن الثقه بالنفس جاهز للطباعه

مقدمه
وهذا موضوع مهم وتشتد الحاجة إليه، في مثل أيامنا هذه التي تكالب فيها كل أعداءالإسلام على هذه الأمة من كل حدب وصوب؛ حتى وهن الإيمان في القلوب وضعف اليقين فيالنفوس، ووجد عند بعض ولاة أمور المسلمين هزيمة في نفوسهم ، وفي حقائق إيمانهم ،وفي محاسن إسلامهم ، وفي مآثر أمتهم ، وفي مكامن قوتهم ، وفي مجالات قدرتهم، ولعلنالا نريد أن نستبق القول بالحديث عن أهمية الموضوع ومعرفته.
الثقةبالنفس
معنى الثقة :
الثقة لغة : الثقة مشتقة من الفعل الثلاثيوثق، وهي كلمة تدل على العقل والإحكام، يعني على الضبط والقوة والتمكن، ووثقت الشيءأحكمته، والميثاق هو العهد المحكم، والمواثقة هي المعاهدة، بمعنى أن الثقة هي إحكامالأمر والاطمئنان إليه، وضبطه بحيث يمكن الانتفاع به والاستفادة منه، والاعتمادعليه والبناء عليه، أما الأمر الذي لا يكون محكماً ؛فإنك لا تستطيع أن تعتمد عليه،إذا أردت أن تصعد على مكان؛ فإنك أولاً تريد أن ترى هل هذا المكان ثابت وصلب، حتىتضع قدمك وتستطيع أن ترتقي، أما إذا كان بناء هشَّاً أو خشباً متهالكاً تضع قدمكتعتمد عليه ترتفع فإذا به يهوي بك، فالثقة معناها : " إحكام الأمر بحيث يعتمد عليهوبحيث يمكن الاستفادة منه والبناء عليه " ، ولذلك يقولون : " الوثيقة بالأمر هيإحكامه والأخذ بالثقة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( واخلع وثائق أفئدتهم ) ، أي العقود والعهود التي تكون في النفوس، والله - عز وجل - قال في كتابه : { وميثاقه الذي واثقكم به } .
والثقة عندما تقول وثقت بشيء أي ائتمنته ، فإذاائتمنت إنسان، ماذا يكون تصرفك معه؟ تكون مطمئناً إليه تستطيع أن تأتمنه على سرك،تستطيع أن تستعين به في عملك، تستطيع أن تستنجد به في خطبك لأنك تثق به، أما إذا لميكون عندك ثقة به فإنك إذا وقعت بك ملمة ؛ فإنك لا تستنجد به ؛ لأنك لا تكاد تطمئنإلى إجابته، ولا إلى نصرته، ولا إلى علاقته وأخوته ونحو ذلك .
ثم النفستعرفها صعب جداً، وقد اختلف أهل العلم وعلماء النفس والفلسفة في تعريفها، وبالجملةتدور هذه المعاني قبل أن ندخل فيها بين النفس والروح والعقل، وهل هما شيء واحد أمهي أشياء مختلفة ومتفرقة .
معنى النفس لغة : " مشتقة في اللغة منالنفَس، وهو الريح الذي يخرج "، سمي ذلك ؛ لأن النفس هي الروح أي الحياة، وهو ذلكذلك النفس والريح الذي نأخذه من الهواء ونخرجه كما نعرف والذي يعتبر توقفه توقفالحياة، ولذا قالوا في تعريفها النفس هي الروح، ولذلك تطلق النفس على الإنسان كله،كما ذكر ابن عباس لكل إنسان نفسان، نفس هي العقل الذي يميز به، والأخرى هي نفسالروح التي بها الحياة ؛ فإن أراد أن يبين أن النفس تطلق على الحياة، وهي وجودالحركة والقوة الفاعلة، والنفس وهي القدرة الفاعلة والمتحركة، ثم النفس وهي القوةالعاقلة والمدركة وكلاهما يطلق عليه نفس .
الثقة بالنفس اصطلاحاً : أن يكون هناك إحكاملأمرها واعتماد عليها استناداً إلى ذلك الإحكام .
والإحكام معناه حينئذٍ : أن يكون الإنسان قد عرف المنهج الذي يسوس به نفسه، ثم طبق هذا المنهج ثم استمرعليه؛ لأن الرجل لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستنصحه ويقول له : قل لي فيالإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ! قال له : ( قل آمنت بالله ثم استقم ) .
فجعل له معرفة الاعتقاد والصلة بالله ، ثم العمل بذلك والاستمرار عليه ،وهو الذي يدل عليه الاستقامة .
قبل أن ندخل إلى موضوع أهمية الثقة بالنفس،نريد أن نشير إلى معنى مهم، الثقة بالنفس تعني وجودها، وانعدام الثقة بالنفس تعنيزوالها، ما معنى ذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ما يأتي في آخر الزمان : تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، فقال بعض الصحابة : أمِن قلة نحنيومئذ يا رسول الله ؟ قال : لا ! أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ،وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، ولينزعن من قلوب عدوكم المهابة منكم . فلما سئل عنالوهن بين النبي صلى الله عليه وسلم حقيقته وهو : " حب الدنيا وكراهية الموت " .
هذا الحديث يعطينا مؤشراً مهماً هو الذي نريد أن نجعله تقدمة لأمر أهميةالثقة بالنفس.
ما هو غثاء السيل ؟ هو الزبد الأبيض الرابي الطافي فوق الماء . هلفيه فائدة ؟ هل ينتظره الناس للانتفاع به ؟ هل يبقى ويدوم ؟ معنى ذلك أن هناك من الناس من لا قيمة له ولا نفع منه، ولا أثر منه ، وبالتالي فالحقيقة أنه لا وجود له،وهذا تماماً مثل الأصفار التي في يسار الأرقام هل تزيد في القيمة شيئاً ؟ نحن إذاأضفنا الواحد إلى الواحد صار اثنان ، وإذا أضفنا الكسور أيضاً الربع إلى الربع يصبحنصفاً، لكن إذا أضفنا الصفر إلى مئات من الأصفار أو إلى عدد لا نهائي من الأصفار ماهي النتيجة ؟ هي الصفر مرة أخرى !
ما أريد أن أقول من هذا الكلام : إن فيأبنائنا وفي واقع حياتنا من الأعداد الغفيرة المسلمة، من يعدون أصفاراً كأنما لاوجود لهم في هذه الحياة، هؤلاء في غالب الأحوال فقدوا ثقتهم في أنفسهم، وأصبحوايشككون في كل قدرة يمكن أن يعتمد عليها، وفي كل أثر يمكن أن يبقى لهم في هذهالحياة، وفي كل نجدة أو هبة أو نخوة يمكن أن يتقدم إليها ويكون لهم بها أثر ونفعوفائدة.
مقومات الأهمية فيالبيئة و المجتمع
1 ـ القوة والفعالية
بدون الثقة بالنفس يكونهناك الضعف الشديد، والسلبية الكبيرة التي تقعد الناس كما قلت عن أن يكون لهم أثرفي الحياة، ماذا يكون همه، همه أن يأكل ويشرب وأن ينام ويلعب، فإذا حصر همه في أمورخارجة عن ما يمكن أن ينفع به نفسه أو أن يتعدى نفعه إلى غيره فيكون في الأصل فاقدةأو ضعيفة الثقة بالنفس، أمة الإسلام في عصرنا الحاضر ربما نقول أنها فقدت كثير منأسباب القوة والفعالية، لكن عندها أمران مهمان يمكن أن تعود بهما إلى قوتهاوفعاليتها، وأن تستثمر الكثير من القوة التي عطلتها ؛ لأن بعضكم يقول إن لدى الأمةالإسلامية ثروات عظيمة وكبرى، وأن عندها مواقع جغرافية مهمة وعندها وعندها، لكنناكلنا جميعاً نرى تكاد تكون خالية من كل هذه القوى، لأنها ليست لديها فاعلية وليسلها أثر ما قيمة وجودها، ما قيمة أن يكون عندي ملايين في جيبي، ثم لا أنفق منهاريالاً أصنع بها طعاماً أو أصنع به شيئاً مما أحتاجه إليه .
أولاً : المنهجالرباني المعصوم وهي نعمة الله للأمة التي ينبغي أن تشكرها .
ثانياً : الطاقةالبشرية الكبيرة
عندنا بشر إذا استطعنا أن نعيد إليهم الثقة بأنفسهم أن نعمقالإيمان في قلوبهم، أن نغرس اليقين في نفوسهم، أن نعطيهم قوة يستمدونها من قوة اللهعز وجل ؛ فإننا حينئذ سنحول هذه الأمة إلى طاقة فاعلة وقدرة هائلة لا يمكن أن يقفمعها وأمامها شيء بإذن الله - عز وجل- لكن إذا كان أفراد هذه الأمة أفراداً ضائعينتائهين لا يثق أحدهم في أن ينطق بكلمة، ولا أن يحرك ساكناً فأي شيء يمكن أن ننتظرمن هذه النفوس أو من أولئك الأشخاص، الأهمية .
2
ـ الثبات والمواجهة

إن الثقة بالنفس تعطي صاحبها قدرة على الثبات في مواجهة الأعاصيروالأحداث، ونحن في زمن يسمونه كما تسمعون عصر العولمة في زمن توجهت كل السهاموالقوى والأساليب لكي تمسخ هوية المسلم، فلا يعود له طعم ولا لون ولا رائحة كمايقال، لا يعرف له نسباً ينتسب إليه، ولا تاريخاً ينتمي إليه ولا يمكن إلا أن يكونذلك البناء المفرغ عندما يكون هناك بناء ليس فيه نوافذ وليس فيه أبواب، الريح تدخلهوتخرج منه، والأشياء تدخله وتخرج منه، تعبث وتعيث فيه كما تشاء، وهذا هو حال بعضالمسلمين، الذين أصيبوا بالهزيمة النفسية، حتى صاروا لا يرون في دينهم عظمة، ولايرون في رسولهم ونبيهم عليه أفضل الصلاة والتسليم مزيّة ولا خصيصة، ولا يرون فيتاريخهم فخراً ولا عزاً ولا يرون في أنفسهم شيئاًَ يذكر، لأنهم يقولون ماذا نقولالقوة العسكرية عند أعداءنا التقدم الصناعي عند أعداءنا التحرك الديبلوماسي عندهموعندهم وعندهم وكذا وكذا ويعظَّمون أعداءهم وليس عندهم من الثقة بأنفسهم ما يجعلهميقفون ويقولون نحن عندنا ما هو أعظم من ذلك، لكننا عندنا قصوراً ولكننا نحتاج كذاوكذا، لذلك نقول من وثق بنفسه ومن أخذ هذه الثقة حق أخذها فإنه حتى وإن خلت يديه منكل أسباب المقاومة المادية، فإنه يبقى قوياً شامخاً وسأذكر فيما بعد أمثلة يسيرةعلى ذلك .
3
ـ الإملاك والتقدم
الثقةبالنفس تجعلك تمتلك ما تريد وتتقدم إلى ما تريد، عندهم العلم ما بالنا لا نمتلكهولا نتقدم فنأخذه، ما بالنا لا نستطيع أن ننقلع ! ما بالنا نظل مطأطأين رؤوسناننتظر غيرنا ان يحل مشكلاتنا وأن يصنع لنا مركباتنا وأن يعد لنا كل أسباب حياتنا ! ونحن لا نتقدم لأن هناك هزيمة نفسية، لأن هناك عدم ثقة بالنفس، يقولون كيف يمكن أنيكون عندنا المصانع والقوة والذرية، مستحيل لماذا لأنهم كسروا وحطموا في أنفسهمالثقة والقوة التي يعتزون بها في أنفسهم فلن يستطيعوا حينئذ أن يتقدموا ولايستطيعون من باب أولى أن يمتلكوا ولا أن يغيروا .
لعلي وأنا أتحدث إليكمأذكر هذه المعاني الثلاثة أعيد إليها أمثلة من سير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمومن وقائع وأمثلة الحياة بعمومها، عندما نقول القوة والفعالية فيما ذكرناه من أولعناصر الأهمية، ماذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل إسلامهم وإيمانهم، قومجاهليون يعبدون الأصنام من تمر ثم يأكلونها، قوم جاهليون عندهم عصبيات وعنجيهاتوطبقيات وقوميات ، ليس لهم ذكر في التاريخ، ليس عندهم أمل ولا طموح ، يخافون منأعداءهم القوى الكبرى تسيطر عليهم بل أذيالهم من الغساسنة والمناذرة يسيِّرونهم كيفيشاءوا، ثم جاء الإسلام والإيمان غيَّر أولئك الناس ووثقوا بأنفسهم بعد إيمانهمبربهم، عرفوا أن عندهم من القوة والقدرة ما يستطيعون أن يكونون سادة الدنيا كلها،مع أنهم كانوا في الصحراء القاحلة، مع أنهم لم يكن عندهم أي شيء من أسباب المادةوالقوة، ولكنهم بعد إيمانهم بالله وثقوا بأنفسهم فقال قائلهم وهو ربعي بن عامرمقالته المشهورة المعروفة : " جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربالعباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة" .
ماذا كان عندهم لم يكن عندهم شيء إلا إيمانهم بالله - عز وجل - وثقتهمبأنفسهم المعتمدة على منهج الله سبحانه وتعالى ، وعندما نقول الثبات والمواجهة أمامهذه الهجمات الشرسة، وأمام هذا التضليل العظيم وأمام المسخ الفكري والغزو الذي يحيطبالأمة وأبنائها وشبابها على وجه الخصوص، قد وقع ذلك في عهد الصحابة رضوان اللهعليهم، لكن ثقة النفس والبناء المحكم لها هو الذي صد تلك الهجمات .
الولاءالمسجور
كعب بن مالك - رضي الله عنه - تعرفون أنه من أحدالمخلفين الثلاثة الذين تخلفوا عن تبوك وعاقبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنيقاطعهم الناس فلا يكلمونهم، في شدة تلك المقاطعة وبعد مُضِيَّ ليال متوالية، جاءإلى كعب بن مالك رجل من رسول من الدولة العظمى، يسأل عن كعب بن مالك فيشير الناسإليه ، فإذا به يسلمه خطاباً وإذا فيه : " قد علمنا أن صاحبك قلاك فالحق بنا نواسكولم يجعلك الله بأرض هوان " . أي إذا قاطعوك وهجروك فتعال إلينا وأقبل إلينا سوفنعطيك ونجعلك وتكون عندنا كذا وكذا، أليست هذه إغراءات ؟ أليست هذه مضللات ؟ فماذاقال ؟ وماذا فعل كعب بن مالك ؟ قال : " فعلمت أنها الفتنة " .. هذه هي الفتنة وهوبإيمانه وثقته بربه أعلى وأرسخ من أن تناله هذه الأمور .. قال : فأخذتها وسجرتها فيالتنور، الغزو موجود في كل وقت، لكن إن صادف نفوساً خربة وقلوباً ميتة تمكن منها،وإن صادف نفوساً حية وقلوباً واثقة رد على أعقابه خاسئا خاسراً .
وعندما نقول : الامتلاك والتقدم، كيفكان لأولئك الأصحاب ومن جاء بعدهم، كيف صنعت أمة الإسلام يوم انفتحت على حضارة فارسوحضارة الروم، واليونان، هل انبهروا بها هل ذلوا لها هل استسلموا لكل ما تعطيهإياهم، كلا لقد أخذوا منها خيرها وتركوا شرها، بل امتكلوا كل قدراتها وقواتهاالأرضية والمادية، بل استطاعوا هم الذين يملكون أزمتها ويطورون مساراتها ويزيدونفي علومها حتى صارت حضارة الإسلام والمسلمين هي التي تنير الكون كله ولا تزال كثيرمن أسباب التقدم الحاضر مردها إلى كثير من علوم المسلمين واجتهاداتهم، حتى غيرالمسلمين يمكن إذا أخذوا بالثقة بالنفس أن ينالوا شيئاً كثيراً من حظوظ الدنيا .


Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire